حوادث الكفل اثناء ثورة العراق الكبرى

حوادث الكفل اثناء ثورة العراق الكبرى

د. صبي يهودا

بعد احتلال الانجليز لمدينة الكفل من الاتراك العثمانيين في العام 1916 ثارت عشائر الفرات الاوسط ضد الانجليز في السنة 1920 بما سمي (ثورة العراق الكبرى). وفي يوم 22 تموز سقطت بلدة الكفل بأيدي الثوار واتخذوا منها مركزا لهم. وفي يوم 24 تموز حصلت معركة بين القوات الإنجليزية والثوار عند قناة الرستمية في منطقة الرارنجية والتي تبعد عن بلدة الكفل بمسافة 14 كم . حيث هاجم الثوار القوات الإنجليزية في عصر ذلك اليوم وزحفوا عليهم من كل جانب ودمروهم ورجعوا الى الكفل. ودخلوا مزار النبي حسقئيل (ذو الكفل (ع) ) وهم يهوسون (الطوب أحسن لو مكواري!) ومعهم سلاح الانجليز، اسراهم وعتادهم. الانجليز لم يكن بإمكانهم ان يستوعبوا مثل هذه الهزيمة ووصلت انباء الى الكفل تفيد بأنهم عازمين على ارسال جيش مجهز بالمدافع والطائرات للانتقام من المتمردين.

يهود الكفل البالغ عددهم آنذاك حوالي 150 شخصا، تجمعوا في الكنيس المحاذي لقبر النبي وتوسلوا إليه لإنقاذهم من هجوم الانجليز على الكفل. سكان الكفل المسلمون غادروها إلى ضفة الفرات الشرقية ولم يبقى في الكفل وضواحيها سوى المسلحين من الثوار.

جدي يوسف يهوذا عزرا (رحمه الله) كان القائم بشؤون مزار النبي حسقئيل والمسؤول عن يهود الكفل وله علاقات اخوية متينة مع شيوخ عشائر الفرات الاوسط وبالأخص مع شيوخ عشيرة بني حسن. وكان يزود الثوار من مخازنه بالإمدادات الغذائية كالحنطة، الشعير، السمنة، والتمر. كما كان حريصا على سلامة مزار النبي إذا ما حصلت حرب بين الإنجليز والعرب في مدينة الكفل. لذلك فكر فيما يجب القيام به. ذهب إلى شيوخ العشائر وقال لهم: ان خطتكم لمحاربة الانجليز من الجانب الغربي للنهر لا تمكنكم من المناورة، اذ ليس لكم مجال للانسحاب والفرات ورائكم. إني انصحكم بعبور النهر قبل وصول الانجليز للكفل. الشيوخ تشاوروا بينهم وقرروا قبول نصيحة جدي.

قبل ان يدخل الانجليز الى الكفل أطلقوا نار مدافعهم نحو المدينة. كانت هناك معجزة والقنابل التي سقطت على قبة الضريح لم تسبب في أي ضرر. احدى القنابل ضربت تخت بإيوان في حوش المزار كانت جالسة على اقصاه امرأة معاقة لم يكن بإمكانها الدخول بمبنى النبي وبأعجوبة قصت القنبلة نصف التخت الاخر ولم تصب المرأة بأي اذى.

الكل قال: هذا حصل بفضل النبي حسقئيل (ع).

(التكملة في مناسبة اخرى)